من المحتمل أن هذا المسرح يعود إلى بداية القرن الأول الميلادي الى عهد الملك النبطي الحارث الرابع. يتألف المسرح من باحة عرض تتخذ شكل نصف دائري، ومدرج على شكل حدوة حصان مخصص للجلوس ، وينقسم المسرح الى ثلاثة مستويات تفصلها ممرات أفقية، كما تظهر ملامح جدار المسرح الخلفي الذي أضافه الرومان.
وما يلفت النظر أن المسرح قد نحت مباشرة في الصخر على شكل قطعة واحدة. ويبدو أن الأنباط كانوا بحاجة ملحة لمكان كبير ليجتمعوا فيه، لدرجة أنهم اضطروا لتدمير بعض الواجهات التي كانت في الموقع من قبل، من أجل عمل المسرح، ويُمكن أن نرى بقايا لبعض المقابر التي أُزيلت في الجزء العلوي ونشاهد مكانها الآن الجدار الخلفي للمسرح. وفي غياب التوثيق فإنه لا يُمكننا سوى التخمين فقط حول نوعية الفعاليات والاحتفالات التي كانت تقام في المسرح. فإذا كانت البترا وجهة للحج، فمن الممكن أن المسرح كان يستخدم لتجمع الحجاج وأداء طقوسهم، حيث تم العثور على مذبح في أرضية المسرح قد يكون له إرتباط بذلك.
وفي وقت لاحق، خلال العصر الروماني ربما استُخدم المسرح لاستضافة الأحداث والفعاليات التي أشتملت على الأعمال المسرحية والحفلات الموسيقية والقراءات الشعرية والمسابقات الرياضية والاجتماعات العامة، حيث يوحي تصميمه وموقعه بأنه كان كركزاً ثقافياً هاماً. وقد كشفت الحفريات الأثرية بأن المسرح يمكنه إستيعاب حوالي ستة الاف متفرج، وقد تم ترميمه جزئياً.
