هذا المسار يبدأ من بوابة أم صيحون. فعند دخولك للبوابة، سر مسافة قصيرة حتى تصل إلى أول وادي على الطريق  الرئيسي. من هناك، انعطف يسارًا عن الطريق، متبعًا نفس  مسار عرقوب جميعان. ثم بعد مسافة قصيرة، ستجد لافتة على الجانب الأيسر من المسار تشير إلى مسار مغر النصارى - قبر الجرة، حيث ستبدأ رحلتك نحو الجنوب الشرقي على طول هذا المسار. 

كان للبترا عبر التاريخ مداخل عدة من اتجاهات مختلفة، أبرزها مدخل  السيق من الجهة الشرقية. ما يميز مسار مغر النصارى هو أنه يسير بك عبر المدخل الشمالي للبترا من خلال ممر قديم منحوت في الصخر يربط ضاحية البيضا في شمال البترا بمركز مدينة البترا. للأسف، اليوم معظم هذا الممر الصخري المنحوت والذي يضم أدراجاً أيضاً قد تآكل بسبب الأمطار.

في النصف الأول من المسار، ستسير على صخور رملية ملونة، يتكون الجزء الأول منها من صخور الديسة الرمادية الكريمية الفاتحة. بعد مسافة قصيرة، ستصادف تشكيلات صخور أم عشرين الرملية، والتي ستشاهدها بشكل أساسي في مغر النصارى. وعند الوصول إلى مغر النصارى، سترى العديد من القبور المحفورة في الصخر، من  أشهرها قبر الدروع  رقم 649 والقبر رقم 676. كان يُعتقد أن هذه الضاحية الكبرى، التي تقع خارج مدينة البترا، هي الحي النصراني للبترا. تم تسميتها ""مغر النصارى"" بسبب وجود العديد من الصلبان المحفورة على واجهات القبور في المنطقة. معظم القبور صغيرة وتتميز بإفريز مقعر وعدم وجود أعمدة، وهي نموذج لطراز القبور النبطية  في الحجر شمال  المملكة العربية السعودية.

عند توجهك نحو القبور الملكية، ستصادفك مجموعة  من الشجيرات الصغيرة، من ضمنها الرتم وبصل البحر(الغيصلان). وأخيرًا، عندما تصل إلى وجهتك النهائية في هذا المسار وهي القبور الملكية في السفح الغربي لجبل الخبثة ستستمتع بمشاهدة هذه القبور، التي تضم من الشمال إلى الجنوب: قبر القصر والقبر الكورنثي وقبر الحرير وقبر الجرة.

من الجدير بالذكر أنه يمكنك استكشاف هذا المسار في أي وقت من النهار، ولكن أفضل وقت للزيارة هو في فترة بعد الظهر. كما، لا تنسى ارتداء الملابس والأحذية المريحة والمناسبة، وتوفير كمية كافية من الماء للشرب.